-->

كيف تتوالد الحيوانات على سطح الأرض؟

كيف تتوالد الحيوانات على سطح الأرض؟


    توالد الحيوانات هو سمة البقاء على تلك الأرض، فهو يمثل حركة الحياة التي تعيشها تلك الكائنات الحية، حيث أن الهدف منها هو توالد أفراد جديدة من تلك الحيوانات من أجل إستمرار وبقاء أنواعها على الحياة، وحمايتها من مشكلة الإنقراض، فكافة الحيوانات باختلاف أحجامها وأنواعها وتركيباتها تتوالد حفاظاً على نسلها وبقائها، وتجنب إنقراض نوعها مثلما حدث قبل ذلك منذ زمن بعيد، حيث انقرضت بعض الكائنات الحية وعلى رأسها الديناصورات، والحيوانات بطبيعتها الفطرية تقوم بعملية التزاوج والتوالد حتى تنتج أجناس جديدة منها للمحافظة على إستمراريتها، وسوف نتحدث في هذا المقال عن طرق التوالد عند الحيوانات على الأرض.
    كيف تتوالد الحيوانات؟

     تتوالد الحيوانات فيما بينها بطرق مختلفة حسب نوع وتركيب كل منها، فمنها ما يتوالد عن طريق توافر جنسين مختلفين من أنثى وذكر لكي يحدث التزاوج، ومنها ما يتطلب توافر فرد واحد لكي تتم عملية التكاثر، ونستطيع أن نصنف طرق التوالد بين الحيوانات إلى طريقتين:

    التوالد الجنسي

     تتطلّب تلك الطريقة توافر كلا الجنسين من نفس النوع وهما الأنثى والذكر، حيث يمتلك كل منهما جهازاً تناسلياً يساعد على التكاثر وإنتاج كائن حي جديد من خلال اتحاد الجينات الأنثوية مع الجينات الذكرية، ويلاحظ أن عدد كروموسومات الحيوان الجديد الناتج من عملية التوالد هو نصف ما تحمله الجينات أو الجاميتات الأنثوية.

     كما يمكن أن يتوارث ذلك الحيوان الجديد بعض العوامل والصفات الوراثية من أبويه، إلا أنّ تلك الطريقة تمتاز بتوارث الفرد الجديد للصفات الجيدة في الغالب منهم، ويحدث ذلك بالأخص في الكائنات ذات التركيب المعقّد للجسم.

    التوالد اللاجنسي

     تتطلب تلك الطريقة توالد الحيوانات من خلال توافر فرد واحد فقط، حيث ينقسم جزء من جسده مكوناً كائنًا جديداً يستطيع هو الآخر أن ينقسم بنفس الطريقة لتستمر الحياة، ويحدث ذلك بالأخص في الحيوانات ذات التركيب البسيط والتي ليس لها أجهزة تناسلية للتكاثر، وتتمثل تلك الكائنات في الكائنات متعددة الخلايا والكائنات وحيدة الخلية مثل الجراثيم والفطريات والخميرة، حيث تتكاثر في ظل ظروف وبيئة مناسبة، وهي تنتج أعداد كثيرة من الأفراد؛ حتى تعوض المفقود منها، وتحمل تلك الأفراد نفس صفات الأب المنتجة منه.

    التوالد عند الحيوانات الولودة

    يحدث توالد الحيوانات الثديية من خلال اتّصال الذكر بالأنثى من نفس النوع جنسيًا، حيث تخصب الحيوانات المنوية الناتجة من الذكر بويضة الأنثى وتلقيحها من أجل إنتاج جنين جديد من نفس الجنس، وتسمى الفترة التي ينمو فيها الحيوان الثديي في رحم الأنثى بالحمل، ثم تحدث الولادة بعد الانتهاء من تلك الفترة الحمل حيث يخرج الكائن الجديد للحياة .

    كما يختلف الحيوانات في ولادة عدد الأفراد، فمنها ما يلد فرد واحد ومنها ما يلد مثل أنثى الكنغر، ومنها ما يلد ما يقارب 12 فرد جديد مثل أنثى الأرنب

    التوالد عند الحيوانات البياضة

    يحدث توالد الحيوانات البياضة مثل الحيوانات البحرية  والحشرات والزواحف والطيور، حيث تضع الإناث كمية من البيض تتابعها وتهتم بها عند موعد خروجها منه، ويحدث التوالد من خلال تخصيب البويضة بالحيوان المنوي الذكري خارج جسد الأنثى، مما يؤدي إلى إنتاج البيض بداخلها، ومن ثم وضعه والرقود عليه لمدة معينة حتى يولد الصغار، ويجب توافر الجو الدافيء من أجل نمو الجنين داخل البيضة، ثم خروجه للحياة.

    ويختلف عدد البيض الموضوع ومدة الركض عليه من حيوان  إلى أخر، فهناك حيوانات تضع بيضة واحدة مثل الحمام، وهناك حيوانات تضع عدد من البيض يتراوح بين70  إلى 200 بيضة مثل السلحفاة، حيث تقوم بدفنهم تحت التراب من أجل تدفئتهم جيدًا، ثم يخرج صغارها متجهين للمياه.

    مراحل  توالد الحيوانات

    تمتاز الحيوانات وبالأخص الثدييات بطريقتها الخاصة في التوالد، فهي تحمل صغارها بداخلها، مما يوفر لهم بيئة مناسبة للتغذية والنمو من خلال وجود المشيمة بالرحم والتي تصل الطعام والفيتامينات والأوكسجين إليها، ثم يولدوا ويخرجوا من بطون أمهاتهم، لتبدأ مرحلة جديدة من النمو تتكلفها الأم، حيث تقوم بإرضاعهم وتغذيتهم.

    تختلف مدة الحمل من حيوان لأخر، فهناك حيوانات تظل في فترة الحمل لعدة أيام مثل الفئران التي تضع صغارها بعد 20 يوما، وهناك حيوانات تضع صغارها بعد سنة أو أكثر مثل أنثى الفيل التي تضع صغارها بعد 22 شهراً.

    ولا يمكن تحديد شكل الحيوان أثناء الفترة الأولى من الحمل، ولكن بعد عدة أسابيع أو أيام تظهر الأنسجة التي تساعد في نمو الصغير، ثم تنمو تدريجيًا العينين والأطراف.

    يتخذ الجنين شكل محدد بعد مرور عدة أيام أو أسابيع، وتتكون الأجزاء الرئيسية لجسمه، وعند انتهاء أيام الحمل يستعد الصغير للخروج من رحم أمه.

    وتقوم هي الأخرى بالبحث عن ملجأ معزول، بعيدًا عن المطر و الرياح والأمطار والحيوانات الأخرى التي قد تلتهم صغارها، وهكذا تزداد انقباضات رحم الأم؛ لكي تندفع صغارها من قناة الولادة لتخرج إلى هذا العالم، وتستمر رحلة توالد الحيوانات بعد ذلك.